بادر

لماذا أبادر ؟ لماذا ابدأ أنا ؟ لماذا أنا دائماً ؟ اسئلة كثيرة تدور في ذهني عندما أكون غاضبة من أحدهم. كثيراً ما نمر بمواقف مع الآخرين نكون فيها نحن أول من يبادر بالحديث أو الإعتذار لننهي المشكلة، و في أعماقنا نبقى غاضبين من طيبة قلوبنا. و قد نتوعد و نقسم أنها المرة الأخيرة و نعود بعدها و نسامح من جديد.

لو فكرنا فيها قليلاً ، سنجد أن الحياة تضحية و لن تستمر ما لم يضحي أحدنا في سبيل استمرار العلاقة .  نحن لسنا ضعفاء حين نسامح و حين ننسى و حين نعطي فرصاً جديدة ، نحن أقوى بحبنا و عطائنا و تضحياتنا. دائرة الحياة لن تظلم من عفى و صفح. ولن تنكر جميل من بادر بحب ووفاء.

لا بأس ان كنا المبادرين في القضية . للنظر إلى الجانب الإيجابي في الموضوع، عندما نسامح أو نبادر بالإعتذار فإننا ضمنا بذلك استمرار علاقتنا و اشترينا بتضحيتنا راحة بالنا. صحيح قد لا نجد التجاوب المطلوب من الطرف الآخر و قد تكون ردة الفعل مختلفة تماماً عن الصورة المرسومة في اذهاننا، و لكن المحاولة كافية لإطاحة عبئ المسؤولية ، بذلك يمكننا القول أننا أتممنا ما علينا .

أخيراً ، لا ننسى قول رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام “لا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجرَ أخاه فوق ثلاثٍ ، يلتقيان : فيصدُّ هذا ويصدُّ هذا ، وخيرُهما الذي يبدأُ بالسلامِ .” لنكن أخير الناس ، نسامح و نبادر ، و نطوي ما مضى بإيجابية =).